عمر شكري مؤسس المنتـــــــــدي
عدد المساهمات : 4296 نقاط : 8039 تاريخ التسجيل : 23/03/2009 67 الموقع : منتدي الله أكبر الإسلامي
| |
عمر شكري مؤسس المنتـــــــــدي
عدد المساهمات : 4296 نقاط : 8039 تاريخ التسجيل : 23/03/2009 67 الموقع : منتدي الله أكبر الإسلامي
| موضوع: رد: دراسة السيرة النبوية وأهميتها في المنهج الإسلامي الخميس 14 يناير 2010, 1:25 pm | |
| 8 السيرة النبوية قصص، وهي أسهل المواد دراسة واستيعابا، لطبيعة القصص من التشويق والتأثير وسهولة الفهم والثبات في النفس والذهن، ولذلك ركز القرآن الكريم على القصص: (نحن نقص عليك أحسن القصص) [يوسف: 3]، ومن خلال قصص السيرة يتم إحاطة الدارس بكثير من علوم الإسلام ويتشرب معانيه دون كثير جهد وعناء..
9 تحقيق شدة التعلق بالرسالة نفسها وهي دين الإسلام الذي بذلت في سبيله هذه التضحيات الجسام التي تذخر بها سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته أجمعين.. إن دراسة هذه السلسلة المتصلة من العطاء الدائم الذي لا ينقطع والتضحيات الضخمة والجهاد المرير يلقي في قلوب الدارسين قيمة الكنز الذي بين أيديهم فيتمسكون به..
10 دراسة السيرة جزء من دراسة التاريخ، وتكمن أهمية دراسة التاريخ في أن:
أ التاريخ يعيد نفسه، ومشكلات الإنسان تكاد تكون متكررة لا تتغير على وجه الحقيقة، ويجب حلها في ضوء ما تم حلها به سابقا.. (لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)
ب التاريخ ذاكرة الشعوب ومن يفقد ذاكرته فلا حاضر ولا مستقبل له..
ج - تعميق هوية وأصالة الأمة والشعوب والحفاظ على التراث..
د يعتبر للتاريخ أهمية خاصة في الأمم صاحبة الرسالة المستمرة المتصلة، لأنه يعينها على فهم طبيعة الرسالة، والثقة في إمكانية تحقيقها على أرض الواقع كما تحققت في عهود سابقة.. والإسلام على وجه الخصوص والتحديد قد ردم الفجوة بين النظرية والتطبيق، فما ظهرت نظرية من النظريات على وجه الأرض إلا وحدث بينها وبين التطبيق الواقعي فجوة طبيعية لاستحالة تطبيق النصوص تطبيقا كاملا على أرض الواقع، إلا دين الإسلام ونصوصه لأنه من لدن حكيم خبير يعلم من خلق، وليس هناك شاهدا على إمكانية تطبيق النصوص تطبيقا واقعيا كاملا خير من السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي في عصور الالتزام بالمنهج..
هـ اهتمام القرآن الكريم اهتماما بالغا بتاريخ الأمم والشعوب السابقة وتركيزه على معنى الوحدة البشرية منذ بدء خلق الإنسان.. ومطالبته لنا بأخذ الدروس والعبر من التاريخ (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) [الروم: 9].
و تقديم تعريف واقعي للمسلم المعاصر في عالم اليوم على أنه إنسان له تاريخ.. إنك لا تستطيع أن تتقدم إلى مؤسسة أو شركة محترمة لشغل وظيفة مرموقة دون تقديم شهادات الخبرة السابقة والسيرة الذاتية، والمسلم اليوم إذا أراد تقديم نفسه للعالم فلابد أن يقدم نفسه على اعتبار أنه إنسان له تاريخ حضاري مجيد يعينه على استشراف دوره في حاضر العالم ومستقبله..
ثانيا: ضوابط دراسة السيرة النبوية:
غير أن دراسة السيرة النبوية المطهرة على أهميتها القصوى يجب أن تنضبط بضوابط منهجية حتى لا تتحول إلى نوع من اللهو أو العبث أو التسلية دون تحقيق الأهداف المنهجية المرجوة من دراستها، وأهم هذه الضوابط:
1- ضابط التوثيق على المنهج الإسلامي في حفظ وتوثيق الحديث الشريف، ويعتبر أهم هذه الضوابط ويتعلق بالكتب والدراسات القديمة على وجه الخصوص - لتنقية هذه الكتب من الخرافات والإسرائيليات والوضعيات.. وهذا يتحقق بالتنقيح في ضوء منهج علوم الحديث، ولعل هذا الضابط قد توفر تماما في الدراسات الحديثة للسيرة النبوية..
2 - تجرد الدارس والباحث والكاتب في السيرة النبوية من كل الأهواء و الميول الشخصية، وعدم الخضوع عند تفسير حوادث السيرة واستخراج الدروس للأحكام المسبقة والميول المذهبية والحزبية والفكرية، وهو أهم ضابط يتعلق بالدراسات والكتب الحديثة والمعاصرة.. وهكذا تبقى السيرة نبعا صافيا ينهل منه كل دارس على مر العصور فهي بكر متجددة للاهتداء بها في كل موقف وحدث وكل عصر ومصر..
3 استبعاد كتب ودراسات المستشرقين والمتأثرين بهم تماما ككتاب معتمدين للسيرة النبوية.. لما تمثله مدرستهم من تشكيك في وقائع السيرة من ناحية، ومن تفسير وفهم خاطئ للمواقف من ناحية أخرى، وكذا عدم اعتمادهم في الأعم الأغلب على منهج التوثيق الإسلامي الدقيق مع عدم إلمامهم بعلوم الرجال والجرح والتعديل وغير ذلك من علوم الحديث التي توثق وقائع السيرة النبوية، بالإضافة إلى موقفهم الخاص من قضية الخوارق والمعجزات(11)..
ثالثا: تطور دراسة السيرة النبوية عبر العصور.. والذي يهمنا في هذا المقام إبراز أهم المراحل التي تمثل منعطفات أو ركائز أساسية في دراسة ورواية السيرة النبوية ونستطيع تلخيص هذه المراحل في(12):
1 مرحلة الرواية.. إن معظم دراسات السيرة تركز على مرحلة التجميع باعتبارها المرحلة الأولى من مراحل دراسة السيرة النبوية، غير أنني ألفت النظر أن التجميع إنما قام ويقوم على الرواية في المقام الأول، ولذا فإن المرحلة الأولى من مراحل دراسة السيرة النبوية كانت مرحلة رواية الأحداث والتي بدأها الصحابة رضوان الله عليهم من رواة الأحاديث النبوية وهي الأحاديث التي تتناول المواقف والأحداث وهي التي تبدأ عادة بمثل قولهم: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -... ويلحق بذلك تميم الداري الذي أجلسه عمر بن الخطاب في مسجد رسول الله يقص على الناس يوما في الأسبوع فلما كانت خلافة عثمان بن عفان سمح له بيومين.. وكان ذلك بلا شك في العشرين سنة التالية لوفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -..
2 مرحلة التجميع وهي التي قام عليها عروة بن الزبير وأبان بن عثمان بن عفان ووهب بن منبه وشرحبيل بن سعد وبن شهاب الزهري.
3 مرحلة التدوين ومثلها محمد بن إسحاق المتوفي عام 152 هـ
4 مرحلة التوثيق والتنقيح والتهذيب ومثلها بن هشام الذي هذب كتاب بن إسحاق وأخرجه لنا في واحد من أهم المصادر القديمة للسيرة النبوية على الإطلاق (سيرة بن هشام)
5 مرحلة المستشرقين وتلاميذهم، وهي منعطف خطير في تناول السيرة النبوية بدأ من النصف الثاني من القرن التاسع عشر ميلاديا لخطورة فهم هؤلاء وخطورة منهجهم الذي اعتمد ما يعرف بالمنهج الذاتي في تناول التاريخ وهو منهج يقدم ذاتية الكاتب عن وثائقية الوقائع، بل يكاد يهمل علوم التوثيق جملة وتفصيلا وهي المرحلة التي أخرجت لنا مفهوم العبقرية المحمدية، وبثت شكوكا حول العلاقات الأخوية المتميزة بين الصحابة رضوان الله عليهم، والتي شككت كذلك في معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسية المختلفة الثابتة بطرق الثبوت الإسلامية المختلفة..
6 مرحلة الصحوة، وهي المرحلة التي تعد انقلابا على مرحلة المستشرقين والتي أعادت للسيرة النبوية بهاءها باعتماد المنهج العلمي، ثم تابعت في هذا المضمار إضافة المنهج التحليلي والاستنباطي لاستخراج الدروس والأحكام، وهي المرحلة التي يطمئن الدارس والباحث لإنتاجها في مجموعه، ويمثل هذه المرحلة على سبيل المثال مصطفى السباعي (دروس وعبر) الشيخ الخضري البوطي(فقه السيرة) المباركفوري (الرحيق المختوم) عماد الدين خليل(دراسات في السيرة) محمد أحمد باشميل (معارك الإسلام الفاصلة) محمد الغزالي (فقه السيرة)، وغيرهم.
رابعا: منهج مقترح لتناول السيرة النبوية في ضوء ضوابط تجعل دراستها والاهتداء بها ملزمة للمسلمين مثلها مثل فروع الإسلام من تفسير وحديث وفقه وعقيدة:
1 جمع سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من القرآن الكريم أولا.. فلقد تعددت المواضع التي تناولت حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتلقي الضوء على صفاته والأحداث التي عاصرته، فنحن نعلم العام الذي ولد فيه النبي من حادثة الفيل التي سجلها القرآن في سورة الفيل - ونحن نعلم أشياء عن البيئة التي نشأ فيها من وأد البنات وشرب الخمر ولعب الميسر وعبادة الأوثان من آيات القرآن ونعلم أنه يتيم من قوله - تعالى -: (ألم يجدك يتيما فآوى)الضحى6 ونعلم أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب من قوله - تعالى -: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون)العنكبوت29، (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة) الأعراف 157 ونعرف بحوادث ووقائع كثيرة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - من القرآن الكريم مثل: الإسراء والمعراج الهجرة بناء مسجد قباء غزوة بدر غزوة أحد يهود بني النضير الأحزاب صلح الحديبية فتح مكة غزوة حنين غزوة تبوك حادثة الإفك مواقف المنافقين من النبي كفالته لزيد بن حارثة زواجه من زينب بنت جحش شغب زوجاته عليه في سورة التحريم استماع الجن للقرآن والرسالة.. )
2 جمع السيرة ثانيا من الأحاديث الشريفة مع تحقيقها، وفقا لمنهج الكتب الصحاح، وهو أمر حادث في بعض الدراسات الحديثة للسيرة النبوية مثل فقه السيرة للشيخ محمد الغزالي تحقيق الشيخ الألباني..
3 ملء الفراغات واستكمال الصورة من روايات الصحابة والتابعين الموثقة ومن أقوال المفسرين في تفسير الآيات وأسباب نزولها..
4 ربط دراسة السيرة بعلم أصول الفقه.. بمعنى استخراج الأحكام والعبر والعظات والدروس من السيرة باعتبارها من أصول التشريع كفرع من السنة النبوية مع الحديث الشريف وعدم تركها لأهواء الكتاب والدارسين.. حماية للفهم الإسلامي من الشذوذ أو الغلو أو الخطأ، وحماية للسيرة من التأويل الخاطئ، أو لي أعناق الوقائع والأحداث إلى أحكام أبعد ما تكون عن مقاصدها الحقيقية، ومثال على ذلك ما يؤكده الدكتور البوطي عن منهجه في كتابة فقه السيرة فيقول: ولقد استنبطت من أحداث السيرة النبوية طبقا لهذه القواعد أحكام كثيرة منها ما يتعلق بالاعتقاد واليقين، ومنها ما يتعلق بالتشريع والسلوك، والمهم في هذا الصدد أن نعلم أنها جاءت منفصلة عن التأريخ وتدوينه، بعيدة عن معناه ومضمونه، وإنما كانت نتيجة معاناة علمية أخرى نهضت في حد وجودها على البنيان التاريخي الذي قام بدوره على القواعد العلمية التي ذكرناها "href="#1">(13).. وليؤمن الدارسون والباحثون أن لتفسير أحداث السيرة النبوية قدسية مثل تفسير القرآن الكريم، فهي داخلة في الحكمة التي قرنها الله - تعالى - في أكثر من موضع مع الكتاب الذي أنزله على رسوله، وقد قال المفسرون على أن الحكمة في الآيات هي السنة النبوية(14) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: إني أوتيت القرآن ومثله معه(15)..
| |
|
عمر شكري مؤسس المنتـــــــــدي
عدد المساهمات : 4296 نقاط : 8039 تاريخ التسجيل : 23/03/2009 67 الموقع : منتدي الله أكبر الإسلامي
| |
nohaemad مشرفه عامه
عدد المساهمات : 1783 نقاط : 2513 تاريخ التسجيل : 18/04/2009 62
| موضوع: رد: دراسة السيرة النبوية وأهميتها في المنهج الإسلامي الإثنين 01 فبراير 2010, 9:20 am | |
| | |
|
nohaemad مشرفه عامه
عدد المساهمات : 1783 نقاط : 2513 تاريخ التسجيل : 18/04/2009 62
| موضوع: رد: دراسة السيرة النبوية وأهميتها في المنهج الإسلامي الإثنين 01 فبراير 2010, 9:21 am | |
| | |
|