الدعاء الذي كان يدعو به صلى الله عليه وسلم في الصلاة
وأكثر الدعاء بالدعاء الذي صح "عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو به في الصلاة ، وهو : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" .
ونزيد المسألة إيضاحاً ودلائل لشدة الحاجة إليها ، فنقول : ليتفطن العاقل لقصة واحدة منها وهي أن بني حنيفة أشهر أهل الردة، وهم الذين يعرفهم العامة من أهل الردة ، وهم عند الناس أقبح أهل الردة ، وأعظمهم كفراً ، وهم -مع هذا- يشهدون : أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويؤذنون ويصلون ، ومع هذا فإن أكثرهم يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بذلك ، لأجل الشهود الذين شهدوا مع الرجال .
والذي يعرف هذا -ولا يشك فيه- يقول : من قال : لا إله إلا الله فهو المسلم ، ولو لم يكن معه من الإسلام شعرة ، بل قد تركه واستهزأ به متعمداً . فسبحان الله مقلب القلوب كيف يشاء !! كيف يجتمع في قلب من له عقل -ولو كان من أجهل الناس- أنه يعرف أن بني حنيفة كفروا ، مع أن حالهم ما ذكرنا، وأن البدو إسلام ، ولو تركوا الإسلام كله ، وأنكروه ، واستهزؤوا به على عمد ، لأنهم يقولوا : لا إله إلا الله ، لكن أشهد أن الله على كل شئ قدير ، نسأله أن يثبت قلوبنا على دينه ، ولا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، وأن يهب لنا منه رحمة ، إنه هو الوهاب .