ولاية البيت ومكة لإسماعيل عليه السلام ، ثم لذريته من بعده
فصارت ولاية البيت ومكة لإسماعيل ، ثم لذريته من بعده وانتشرت ذريته في الحجاز وكثروا ، وكانوا على الإسلام دين إبراهيم وإسماعيل قروناً كثيرة . ولم يزالوا على ذلك حتى كان في آخر الدنيا : نشأ فيهم عمرو بن لحي ، فابتدع الشرك ، وغير دين إبراهيم ، وتأتي قصته إن شاء الله .
وأما إسحاق عليه السلام فإنه بالشام ، وذريته : هم بنو إسرائيل والروم . أما بنو إسرائيل : فأبوهم يعقوب عليه السلام ابن إسحاق ، ويعقوب هو إسرائيل . وأما الروم ، فأبوهم : عيص بن إسحاق .
ومما أكرم الله به إبراهيم عليه السلام : أن الله لم يبعث بعده نبياً إلا من ذريته ، كما قال تعالى : " وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب " ، وكل الأنبياء والرسل من ذرية إسحاق . وإما إسماعيل : فلم يبعث من ذريته إلا نببنا محمداً صلى الله عليه وسلم ، بعثه الله إلى العالمين كافة . وكان من قبله من الأنبياء كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وفضله الله على جميع الأنبياء بأشياء غير ذلك.