وأما العمى : فهو ضلال في الدين ، وإصابة مال من جهة العصبات . وقيل : من رأى كأنه أعمى ، فإن كان فقيرا نال الغنى . ويدل العمى على نسيان القرآن ، لقوله تعالى ( قال رب لم حشرتني أعمى.. ..الآية ) ـ طـه : 125 . فإن رأى كأن إنسانا أعماه ، فإنه يضله ويزيله عن رأيه . ورؤية الكافر العمى تدل على خسران يصيبه أو هم أو غم ، وإن رأى كأنه أعمى مكفوف في ثياب جدد ، فإنه يموت . وإن رأى أعمى أن رجلا داواه فأبصر . فإنه يرشده إلى مافية له منافع . والحملة على التوبة . وربما دلت رؤية العمى على خمول الذكر . فإن رأى سواد العين بياضا دل على غم وهم يصيبه وحكي أن رجلا أتى جعفر الصادق ،رضي الله عنه ، فقال : رأيت كأن في عيني بياضا . فقال :يصيبك نقص في مالك ، ويفوتك أمر ترجوه ومن غاب عن بعض أقربائه ، فإن كان الغائب قد قدم وهو أعمى ،فإن صاحب الرؤيا يموت لأن رؤياه تدل على أن القادم الأعمى زائر . وقيل : إن الغشاوة على العين من البياض وغيره ، تدل على حزن عظيم يصيب صاحب الرؤيا ،ويصبر عليه ، لقصة يعقوب عليه السلام ( وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) ـ يوسف :
84 . ومن رأى كأن الماء الأسود نزل من عينيه فلم يبصر شيئا ، دلت رؤياه على قلة حيائه ، لأن العين موضع الحياء وأما العلة في الوجه من القبح والتشقق ، فهي دالة على الحياء وقلته ، كما أن حسن الوجه ، دليل على الحياء في التأويل . وصفرة الوجه ، دليل على حزن يصيب صاحب الرؤيا ، . والنمش في الوجه ، دليل على كثرة الذنوب أما الأنف : فمن رأى أن إنسانا جدع أنفه ، فإنه يكلمه بكلام يرغم به أنفه . وقيل : إن جدع النف من أصله ، يدل على موت المجدوع . وقيل : إن ذلك يدل على موت امرأة المجدوع ، إن كان بها حبل ، وقيل : جدع الأنف هو أن يصيبه ، فإن الوجه إذا أبين منه الأنف قبح ، والتاجر إذا رأى كأن أنفه جدع ، خسر في تجارته وأما اللسان : فهو ترجمان الإنسان ، والقائم بحجته . فمن رأى لسانه شق ولا يقدر على الكلام ، فإنه يتكلم بكلام يكون عليه وبالا ، ويناله من ذلك ضرر بقدر ما رأى من الضرر. ويدل على أنه يكذب ، وعلى أنه إن كان تاجرا خسر في تجارته ، وإن كان واليا عزل عن ولايته ومن رأى كأن طرف لسانه قطع ، فإنه يعجز عن إقامة الحجة في المخاصمة . وإن كان من جملة الشهود لم يصدق في شهادته ، أو لم تقبل شهادته .وقال بعضهم : من رأى لسانه قطع ، كان حليما . ومن رأى كأن امرأته قطعت لسانه ، فإنه يلاطفها ويبرها . ومن رأى كان امرأة مقطوعة اللسان ، دل على عفتها وسترها . فإن رأى كأنه قطع لسان فقير ، فإنه يعطي سفيها شيئا ، ومن التزق لسانه بحنكه ، جحد دينا عليه أو أمانة كانت عنده وأما الخرس : ففساد الدين ، وقول البهتان . ويدل على سب الصحابة ، وعيبة الأشراف ، ومن رأى كأنه منعقد اللسان ، نال فصاحة وفقها ، لقوله تعالى (واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي ) طـه : 27 ـ 28 . ورزق رياسة وظفرا بالأعداء وأما الشفة : فمن رأى انه مقطوع الشفتين ، فإنه غماز . فإن رأى شفته العليا قطعت ، فإنه ينقطع عنه من يعينه في أموره ، وقيل : إن تأويل الشفتين أيضا في المرأة وأما البخر : فمن رأى كأن به بخرا ، فإنه يتكلم بكلام يثني به على نفسه ،وينكر ويقع منه شدة وعذاب . فإن وجد البخر من غيره ، فإنه يسمع منه قولا قبيحا . فإن رأى كأنه لم يزل أبخر ،فإنه رجل يكثر الخنا والفحش
وأما الحلق : فمن رأى كأنه يسعل ، فإنه يشكو وإنسانا متصلا بالسلطان . فإن رأى كأنه سعل حتى شرق ، فإنه يموت. وقيل : إن السعال يدل على أنه يهم بشكاية إنسان ولا يشكوه، ومن رأى كأنه خرج من حلقه شعر أو خيط ، فمده ولم ينقطع ، ولم يخرج بتمامه ، فإنه تطول محاجته ومخاصمته لرئيسه . فإن كان تاجرا ، نفقت تجارته ، وإن رأى كأنه يخنق ، فقد قهر على تقلد أمانة . فإن مات في الخناق ، فإنه يفتقر. فإن رأى كأنه عاش بعدما مات ، فإنه يستغني بعد الافتقار ، وإن رأى كأنه يخنق نفسه ، فإنه يلقي نفسه في هم وحزن وأما وجع الأضراس : فإن رأى أن بضرس من أضراسه أو سن من أسنانه وجعا ، فإنه يسمع قبيحا من قرابته الذي ينسب إليه ذلك الضرس في التأويل ،وبمعاملة اشد عليه على مقدار الوجع الذي يجده
وأما وجع العنق : فدليل على أن صاحبه أساء المعاشرة حتى تولدت منه شكاية . وربما دلت هذه الرؤيا على أن صاحبها خان أمانة فلم يؤدها ، فنزلت به عقوبة من الله تعالى وأما الحدبة : فمن رأى أنه أحدب ، أصاب مالا كثيرا وملكا من ظهر قوي من ذوي قراباته وأما الفواق:فمن رأى كأن به ذلك ، فإنه يغضب ويتكلم بما لا يليق به ويمرض مرضا شديدا وأما وجع المنكب : فمن رأى به ذلك ، فإساءة الرجل في كده وكسب يده وأما آفات اليد : فإن الآفة في اليد تدل على محنة الأخوة . وفي أصابعها تدل على أولاد الأخوة . ومن رأى كأن ليس له يدان ، فإنه يطلب ما لا يصل إليه . ومن رأى كأنه صافح رجلا مسلما فخلع يده ، فإنه يدفع إليه أمانة فلا يؤديها ومن رأى كأن يمنه لم تزل مقطوعة ، فإنه رجل حلاف ، ومن رأى كأن يمينه مقطوعة موضوعة أمامه فإنه يصيب مالا من كسب والنقص في اليد دليل على نقصان القوة والعون ، وربما دل قطع اليد على ترك عمل هو بصدده ، فإن رأى كأن يده قطعت من الكف ، فهو مال يصير إليه ، فإن قطعت من المفصل ، فهو يصيب جور حاكم ، فإذا قطعت من العضد وذهبت ، مات أخوه ، إن كان له أخ . لقوله تعالى ( سنشد عضدك بأخيك ) ـ القصص : 35 . فإن لم يكن له أخ أو من يقوم مقامه ، قل ماله ، فإن رأى كأن واليا قطع أيدي رعيته وأرجلهم ، فإنه يأخذ أموالهم ويفسد عليهم كسبهم ومعاشهم وسئل ابن سيرين عن رجل رأى كأن يده قطعت ، فقال : هذا رجل يعمل عملا فيتحول عنه إلى غيره . وكان نجارا فتحول إلى عمل آخر وأتاه رجل آخر فقال : رأيت رجلا قطعت يداه ورجلاه ، وآخر صلب . فقال : إن صدقت رؤياك عزل هذا الأمير وولي غيره . فعزل من يومه فطن بن مدرك ، وولي الجراح بن عبد الله فإن رأى كأن حاكما قطع يمينه ، حلف عنوة يمينا كاذبة . فإن رأى كأنه قطع يساره ، فإن ذلك موت أخ أو أخت أو انقطاع الألفة بينه وبينهما ، أو قطع رحم ، أو مفارقة شريك ، أو طلاق امرأة ، فإن رأى كأن يده قطعت بباب السلطان ، فارق ملك يده وأما قصر اليد : فدليل على فوت المراد والعجز عن المراد ،وخذلان الأعوان والإخوان إياه