عبدالله محمود عضــــــــــو فعــــــــــال
عدد المساهمات : 177 نقاط : 393 تاريخ التسجيل : 26/03/2009 54 الموقع : منتدى الله أكبر الإسلامى
| موضوع: تحرير سيناء ومعادلة النصر !! السبت 25 أبريل 2009, 5:50 pm | |
| قال تعالى فى كتابه العزيز(ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياءُ عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم. شتان الفارق بين عشية 5 يونيو 1967م، وعشية العاشر من رمضان 1393هـ الموافق السادس من أكتوبر 1973م، إذ كانت مشاعر الحزن والإحباط وخيبة الأمل هي السائدة في الأُولى، على حين كانت مشاعر الفرحة والأمل، والشكر البالغ لربِّ العالمين سبحانه وتعالى هي السائدة في الليلة الثانية. فمن أين جاء هذا الفارق الشاسع بين الحالين؟ في الخامس من يونيو 1967م أُصِيب العالم العربي وخاصة مصر بهزيمة فادحة من العدو الصهيوني كان قوامها كالآتي: خسرت مصر 80 بالمئة من معداتها العسكرية، وحوالي 11 الف جندي (أي ما يعادل حوالي 7 بالمئة من كل تعداد الجيش المصري)، وخسرت كذلك 1500 ضابط، وتم أسر 5000 جندي و500 ضابط مصري، وجُرِحَ 20 ألف جندي مصري، وخسر الأردن سبعة ألاف جندي، وجُرِحَ 20 ألفًا من جنوده، وخسرت سورية 2500 جندي، وجُرِح 5000 من جنودها، وفقدت نصف معداتها من دبابات وآليات ومدفعية وغيرها في هضبة الجولان؛ حيث غنمتها القوات الإسرائيلية، كما تم تدمير كل مواقعها في الهضبة المشار اليها، بينما كانت خسائر العراق الذي شارك بشكل رمزي (مثل لبنان حينها) عشرة قتلى و30 جريحا... وبلغ مجموع خسائر الدول العربية (مصر والأردن وسورية) 400 طائرة، وأكثر من مليار دولار من الأسلحة التي دُمِّرت مع الساعات الأولى للمعارك (في بعض المصادر ملياري دولار)، بينما خسرت اسرائيل 338 جندي على الجبهة المصرية، و300 على الجبهة الأردنية، و141 على الجبهة السورية. وبالإضافة إلى ذلك كانت خسارة الأرض، حيث ضاعفت إسرائيل من مساحتها ثلاثة أضعاف ما كانته يوم الرابع من حزيران يونيو عام 1967م، واحتلَّت صحراء سيناء برمَّتها الى قناة السويس، والجولان، والضفة الغربية لنهر الأردن، وقطاع غزة التابع حينها لمصر، إضافة إلى عدد من المناطق المتفرقة مثل منطقة مزارع شبعا وغيرها. وقد كان مما ضاعف من آثار هذه الكارثة على العرب والمسلمين أنها حدثت في حين كان جميعهم ينتظرون أن تدخل الجيوش العربية القدس، وتسحق إسرائيل، وتلقي بها في البحر؛ فقد كان الجميع يعيشون في وهم ضخم صنعه لهم المسئولون، وصوروا لهم فيه أن قوة هذه الدول لا تُقهَر، وأن إسرائيل لا حول لها ولا قوة، وذلك على عكس الواقع. كان هذا هو الواقع عام 67، بينما في رمضان عام 1393هـ كانت الحال على النقيض؛ إذ حقق الجيش المصري والسوري بفضل الله نصرًا كبيرًا دمَّر فيه خط بارليف "الحصين"، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية، ومنعت القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهَر في مرتفعات الجولان وسيناء، وأُجبرت إسرائيل على التخلِّي عن العديد من أهدافها مع سورية ومصر، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، ومدينة القنيطرة في سورية. لكن الفارق في الحقيقة ليس ناتجًا عن الاختلاف بين حالتي النصر والهزيمة فقط، وإنما يكمن السبب في الأوضاع التي سبَّبت الهزيمة في 67، والأخرى التي جاءت بالنصر في العاشر من رمضان وللحديث بقية. | |
|