محمد مبروك المدير العــــــــــام
عدد المساهمات : 2126 نقاط : 4153 تاريخ التسجيل : 03/04/2009
| موضوع: هل يدل ـ كون الحج مقيد بالاستطاعة ـ على أنه في مرتبة أدنى من مراتب الأركان الأخرى؟ الأحد 22 نوفمبر 2009, 6:42 am | |
| لاشك أن الحج فريضة من أعظم فرائض الإسلام، وإحدى شعائره الكبرى، وقد ثبتت فرضيته بالقرآن والسنة والإجماع. أما القرآن ففي قول الله تبارك وتعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)، (من كفر) أي من لم يحج أو من أعرض عن الحج وقصد تركه، هنا وضع كلمة الكفر للتهديد والتخويف. الأحاديث كثيرة منها الحديث الذي ذكرته ويحفظه أطفال المسلمين وصغارهم وكبارهم. حديث جبريل "بني الإسلام على خمس.." وأحاديث كثيرة عن الحج، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس، إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا" قالوا: يا رسول الله أفي كل عام؟ فقال: "لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم" من رحمة الله أنه لم يفرض علينا الحج إلا مرة واحدة في العمر، ولذلك كان السلف يسمون الصلاة أو الصلوات الخمس هي ميزان اليوم، ويسمون صلاة الجمعة هي ميزان الأسبوع، ويسمون صيام شهر رمضان ميزان السنة، والحج هو ميزان العمر. ففرض الله الحج بالقرآن والسنة والإجماع، اجتمعت الأمة كلها على اختلاف مذاهبها ومدارسها وفرقها أن الحج فريضة على من استطاع إليه سبيلا. لماذا قيل في الحج (من استطاع إليه سبيلا) لأن الحج عبادة بدنية ومالية، العلماء يقسمون العبادات إلى عبادات بدنية، أي الإنسان يقوم بها ببدنه فيها مشقة بدنية مثل الصلاة، فالصلوات الخمس الإنسان يغالب فيها الكسل والنوم، الصلاة خير من النوم في الفجر، فيقوم ويذهب إليها ويتوضأ في البرد، فهي عبادة بدنية، كذلك حركات جسمه فالصلاة أقوال وأفعال مبتدأة بالتكبير مختتمة بالتسليم، وكذلك الصوم فهو عبادة بدنية ولكنها عبادة تَركية، فالصلاة فعل والصوم تَرك، إمساك عن شهوتي البطن والفرج عن الطعام والشراب ومباشرة النساء، كلتاهما عبادة بدنية الصلاة والصيام، الزكاة عبادة مالية، الإنسان يبذل فيها المال وهو شقيق الروح، الحج عبادة بدنية ومالية فالإنسان يفارق وطنه ويسافر ويركب المشقات ويعيش بحياة أشبه بحياة الكشافة، ينام في خيمة، ينام على الأرض، فهو يتحمل المشقة ومن ناحية أخرى يبذل المال لأنه يحتاج أن ينتقل من بلده إلى البلد الحرام، الأرض المقدسة، حيث المناسك هناك، فيحتاج أيضاً إلى إنفاق مالي، ولأجل هذا قيل (من استطاع إليه سبيلا). جاء في بعض الأحاديث في تفسير الاستطاعة أو السبيل أنها الزاد والراحلة أي يكون عنده مقدرة على أن يهيئ زاداً يكفيه لمدة، والراحلة التي يركب عليها وهذا يدل على أن الله لم يكلفه على أن يحج ماشياً فيحج راكباً، ولكن الركوب يحتاج إلى مال، فإذا أردنا أن نعبر عن الزاد والراحلة بلغتنا العصرية نقول نفقات السفر والإقامة، أن يملك الإنسان النفقات لسفره بما يلائم حاله، فهناك ناس تحتاج إلى أن يكون عندها أجرة الباص، وآخر يحتاج إلى سيارة صغيرة، وآخر يقول أنا لا أستطيع أن أسافر إلا بالطائرة وآخر يكفيه أن يسافر في الباخرة، فكلٌ حسب استطاعته هذا بالنسبة لنفقات السفر، ثم هناك نفقات الإقامة فهناك من يحتاج إلى أن يقيم في فندق أم في بيت يستأجره، ويدخل في هذا ما يدفع للمطوف أو للمتعهد، فهذه نفقات السفر والإقامة بالإضافة إلى ما يكفي أهله حتى يعود فلا يترك أهله بلا زاد ـ كما يقولون على الحديدة ـ فهذا غير مقبول، هذا معنى الاستطاعة، الصلاة ليس مطلوب فيها مثل هذا ولا الصيام، إنما هذا مطلوبا في الحج، لأنه هجرة إلى الله وارتحال فيحتاج إلى هذه النفقات ولذلك قيل (من استطاع إليه سبيلا). | |
|
عمر شكري مؤسس المنتـــــــــدي
عدد المساهمات : 4296 نقاط : 8039 تاريخ التسجيل : 23/03/2009 67 الموقع : منتدي الله أكبر الإسلامي
| موضوع: رد: هل يدل ـ كون الحج مقيد بالاستطاعة ـ على أنه في مرتبة أدنى من مراتب الأركان الأخرى؟ الأحد 22 نوفمبر 2009, 7:54 am | |
| | |
|