في النار.
ولو شاء الله أن يقوم آدم وحواء بتجربة عملية على كيفية مواجهاتهما وذريتهما وسوسة الشيطان.. وذلك حتى يكونوا محصنين منها.. ويعرفوا أن الشيطان كاذب فيما يعد.. وأن الشيطان لا يأتي منه الا
ومن هذه الآية الكريمة... نعرف أن آدم وحواء سكنا الجنة.. وكثير من العلماء قالوا.. إن المقصود بالجنة في الآية الكريمة هي جنة الخلد في الآخرة.. مما دفع المستشرقين وغيرهم أن يتساءلوا: كيف يمكن أن يدخل إبليس جنة الطائعين لله ليوسوس لآدم وحواء ويغريهما بالمعصية؟! كيف يمكن لإبليس..و هو عاص مطرود من رحمة الله.. ومحكوم عليه بالعذاب في النار.. أن يدخل جنة الخلد؟
ثم كيف يمكن لآدم وحواء.. أن يدخلا جنة الخلد ثم يخرجا منها؟.. مع أن الله سبحانه وتعالىقد كتب أن كل من يدخل الجنة يبقى الشر والضرر وزوال النعمة.
الله سبحانه وتعالى يقول:
{ وياآدم اسمن أنت وزوجك الجنة فكلا منها حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} الأعراف 19. طرد الله سبحانه وتعالى الشيطان، وأخرجه مما كان فيه.. والخروج هو مجاوزة المكان أو مغادرته.. والشيطان خرج مطرودا وملعونا ومذموما.. والله سبحانه وتعالى وعد كل من اتبع الشيطان بالعذاب في النار.
إن الله جل جلاله قد أعد الجنة ـ كما قلنا ـ أماكن لكل خلقه.. من خلق آدم الى قيام الساعة.. وأعد في النار أماكن لكل خلقه.. من خلق ادم الى قيام الساعة.. وأعد في النار أماكن لكل خلقه.. من آدم الى قيام الساعة.. فلو أطاع كل الخلق لوسعهم نعيم الله في الجنة، ولو عصى كل الخلق لنالهم عذاب الله خالدا فيها؟
نقول لهؤلاء جميعا.. إنكم لم تفهموا مدلول كلمة (جنة) في القرآن الكريم.. إن هناك شيئا في اللغة العربية يسمى غلبة الاستعمال.. ذلك أن اللفظ يكون له معان متعددة.. ولكنه يؤخذ عادة على معنى واحد.. إذ قاله الانسان إنصرف الذهن الى هذا المعنى بالذات.. من هنا فإننا عندما نسمع كلمة (جنة) . ينصرف ذهننا الى جنة الآخرة.. لأنها هي الجنة الحقيقية.. ولكن الله سبحانه وتعالى استخدم كلمة جنة في القرآن الكريم في معان متعددة.. الجنة في اللغة معناها الستر.. ولذلك فهي تطلق على المكان الذي فيه أشجار غزيرة زمتنوعة.. بحيث إذا مشى الانسان فيه.. سترته هذه الأشجار بأغصانها المتشابكة عمن هم خارج هذه الجنة فلا يرونهم.. وفي نفس الوقت.. فهو يجد فيها أسباب معيشته كاملة.. ولذلك فهو لا يحتاج الى الخروج منها.. هذا هو المعنى اللغوي للجنة.