مصطفى بخيت عضــــــــو أســـــــــاسي
عدد المساهمات : 381 نقاط : 1052 تاريخ التسجيل : 09/04/2009 56
| موضوع: التقوى التامة ، أم التقوى المستطاعه ؟؟ الخميس 30 يوليو 2009, 7:54 pm | |
|
- يقول الله عز وجل فى كتابه العزيز .. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ... آل عمران 102
جاء الأمر فى هذه الآية بتقوى الله على أكمل ما يكون ... وإذا نظر العبد منا إلى حق الله فى تقواه سيجد أنه من المستحيل أن يصل العبد إلى هذه المرتبة من الورع والإخلاص والمراقبة .. لأنه فى النهاية ( بشر) ، والنفس التى يحملها الإنسان داخل جسده تأمره أحيانا بالتقاعس والإهمال إلا من رحم ربى . لكن لو أصبح الإنسان مسلما بحق بكل ما تحمل كلمة الإسلام والاستسلام والإيمان من معانى فمن الممكن أن يلقى الله وهو واصل إلى هذه الدرجة من التقوى ...
ويقول صاحب الظلال فى هذه الآية :- " اتقوا الله - كما يحق له أن يتقى - وهي هكذا بدون تحديد تدع القلب مجتهدا في بلوغها كما يتصورها وكما يطيقها . وكلما أوغل القلب في هذا الطريق تكشفت له آفاق , وجدت له أشواق . وكلما اقترب بتقواه من الله , تيقظ شوقه إلى مقام أرفع مما بلغ , وإلى مرتبة وراء ما ارتقى . وتطلع إلى المقام الذي يستيقظ فيه قلبه فلا ينام ! "
* لكن يدور السؤال هنا ... هل من دخل الإسلام والإيمان إلى قلبه حديثا ، أو كان فى مجتمع أو بلد ليس مسلم ولم يستطع أن يفارق هذا البلد ... هل يستطيع هذا الإنسان أن يتقى الله حق تقاته ، وهل العبد إذا لم يستطع بلوغ هذه الدرجة يأثم ؟؟؟؟ - الإجابة نجدها بحول الله فى كتابه العزيز - الذى لا يأتيه الباطل أبدا - يقول الله عز وجل فى كتابه العزيز .. " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " ... التغابن 16
يا الله ... ما هذه العظمة ... يا الله ... ما هذه الرحمة . على قدر الاستطاعة اتقوا الله .. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ... هذه هى مقتضيات الرحمة والعطف ... فعندما خلق الله الأنفس علم مقدار اختلافها فى التحمل والمثابرة على الطاعة - وعلمه هنا مسبق بطبيعة الحال - فلم يجعل الأمر بالتقوى التامة هو السبيل المفروضة على عباده ، بل جعل لهم الاجتهاد على قدر الاستطاعة .
ويقول صاحب الظلال فى هذه الآية :- " فاتقوا الله ما استطعتم - في هذا القيد: (ما استطعتم) يتجلى لطف الله بعباده , وعلمه بمدى طاقاتهم في تقواه وطاعته . وقد قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]:" إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه " فالطاعة في الأمر ليس لها حدود , ومن ثم يقبل فيها ما يستطاع . أما النهي فلا تجزئة فيه فيطلب بكامله دون نقصان . ======== | |
|
nohaemad مشرفه عامه
عدد المساهمات : 1783 نقاط : 2513 تاريخ التسجيل : 18/04/2009 62
| |