كانت ليلة سودة
عبدالرحمن فهمي
نعم.. كانت ليلة "سودة" من أولها.. صدقوني منذ رأيت طابور الافتتاح وصور "زووم" علي وجوه "بعض" لاعبينا قبل المباراة شعرت بالتشاؤم.. وبدأت المباراة وكأن سهم الله أو قل غضبا من السماء نزل عليهم.. حتي "لطشة" الكرة "فرست تايم" السريعة للاعب الرائع الخلوق أبوتريكة بجنب قدمه في "التمنيات" في مرمي أمريكا وجدتها في يد الحارس!!!.
هنا فعلا بدأ التشاؤم الحقيقي.. لقد كان أبوتريكة وسط ثلاثة من المدافعين يحجبون الرؤية عن الحارس الأمريكي فكيف ذهبت الكرة إلي يديه!!!.. فيه حاجة غلط!!!.
وبعد انتهاء المباراة بأربع دقائق بالضبط ظهر أحد كبار الإعلاميين في مصر وهو الأخ عمرو أديب ومعه مطبوعات "النت" تتهم لاعبينا بأنهم سهروا مع بنات الهوي!!!.. و"النت" أخذ هذه الأخبار من خمس صحف وليس صحيفة واحدة كما تقول مصادرنا!!!.
ورغم أنني من عادتي أسهر حتي صلاة الفجر وأكتب هذا العمود وغيره في هذا الليل الساكن الهاديء الصامت.. إلا أنني لم أستطع في هذه الليلة بالذات.. وفي الساعات الأولي من الصباح أمسكت بكل الصحف الصادرة.. فوجدت في الجريدة القومية الكبري عنوانا في الصفحة الأولي عبارة عن كلمتين "الهوي غلاب"!!!.. ورغم أن الجريدة نشرت تكذيب جاري محمود طاهر إلا أنه في الصفحة "15" من نفس العدد الموضوع الرئيسي عن الحادث نقلا عن الوكالة العالمية للأنباء "أ. ف. ب" موضوعا طويلا عبارة عن تصريحات لكبار رجال الأمن في جنوب إفريقيا لصحيفتي "سيتي برس" و"صنداي وورلد" وهما من كبري صحف جنوب أفريقيا وليس كما قيل إنها صحيفة واحدة.. و"صفراء"!!!.. كبار رجال الأمن يؤكدون أن الكاميرات الخفية في الفندق التقطت صورا لبنات الهوي من شارع "اكسفورد" بالذات.. تصريحات طويلة مفصلة بأدلة ضدنا.. ومنشورة في كبري صحفنا "القومية".. جن جنوني.. وأمسكت بالقلم الذي لم يطاوعني في تفريغ "كامل شحنة الغضب" التي ملأت صدري.
كانت "ليلة سودة" من أولها!!!.
نعم كل وسائل الإعلام المصرية والسفير المصري ورئيس المجلس القومي للرياضة ومؤتمر صحفي لرئاسة البعثة نفوا وبشدة حكاية "الهوي غلاب"!!! طوال يوم أمس.. وربما أميل لهذا النفي.. خاصة أنني سافرت كثيرا جدا مع بعثات الكرة بالذات.. وطالما كنا نصلي جماعة كل الأوقات منذ كان الإمام مختار مختار ثم نادر السيد وشوبير واللستة طويلة.. ونصوم معا.. ونبحث عن مسجد لصلاة الجمعة.. صدقوني الموضوع "غريب ومريب".. ربما كنت من أشد المؤمنين ببراءة نجومنا.. خصوصا هذا الجيل.. ولكن كل من كتب أو تكلم وانفعل من أجل مصر وسمعتها معذور حقيقة.. وفي وسط هذه "الهوجة" الإعلامية.. انبري إعلامي مشهور في برنامج مشهور علي القناة الثانية يقول بانفعال: "حتي لو كان هذا الخبر صحيحا كان لا يصح أن ننشره نحن!!!.. عزيزي الإعلامي.. أنت لا تستحق أن تكون إعلاميا!!!.. من يخفي خبرا صحيحا عليه أن يترك المهنة!!!".