لاعبون بلا عزيمة.. استحقوا الهزيمة

الخسارة مستحقة والوقفة واجبة والإصلاح لابد أن يكون سريعاً وشاملاً ولكن الأمل موجود.. كلها ردود أفعال أعضاء البعثة المصرية عقب الخسارة الثقيلة من الجزائر أمس الأول بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة بالتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم بجنوب إفريقيا ..2010 ورغم اختلاف الردود إلا أن الشيء الوحيد الذي اتفق فيه الجميع هو حالة الحزن والوجوم التي ظهرت علي الصغير قبل الكبير في البعثة ابتداء من سمير زاهر رئيس الاتحاد وحتي عمال غرفة خلع الملابس.
أسرع أعضاء الجالية المصرية في الخروج من ملعب البليدة والعودة إلي منازلهم في مدن وقري الجزائر المختلفة بسرعة قبل أن تراهم عيون الجزائريين في الشوارع فتنال منهم.. وأدرك الجميع أن الجزائر لن تتذوق طعم النوم وأنها ستقيم الأفراح والليالي الملاح ابتهاجاً بالفوز الكبير علي بطل إفريقيا.. وهو ما كان بالفعل بعد أن اصطف الآلاف من المشجعين الجزائريين علي جانبي الطريق من البليدة إلي الجزائر العاصمة وفوق الحافلات الكبري ودقت الطبول وانطلقت الأبواق وأضواء السيارات تشق الظلام.. ووضح علي الجميع الدهشة من النتيجة وكيفية الفوز علي أبطال القارة بهذه السهولة.
الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد أعلن تجديد الثقة في الجهاز الفني الحالي برئاسة حسن شحاتة.. قال "لا يمكن أن نتحدث عن تغيير أو أي قرار من أي نوع والمنتخب الوطني مقبل علي بطولة كأس العالم للقارات بعد أيام قليلة.. ولكن هناك العديد من الموضوعات الهامة التي سيستعرضها مجلس إدارة اتحاد الكرة في اجتماعه الهام اليوم حول الهزيمة والأسباب التي تقف خلفها.. وكيفية تصحيح مسار المنتخب الوطني الأول في الفترة المقبلة والحفاظ علي الأمل ونسب التأهل حتي النهاية".
أضاف زاهر أن الحديث عن ضياع الأمل حديث متشائم إلي حد كبير ولابد أن يدرك الجميع أن الأمل مازال موجوداً وأنه بإمكان لاعبينا التعويض إذا ما تعلموا من الدروس ونجحوا في استخلاص العبر جيدا.. وقال إن المجلس سيستعرض كل ما تعلق بالمباراة وموقف المنتخب الآن.. ويناقش أيضا تقرير رئيس البعثة حول ما دار في الرحلة منذ الوصول إلي الجزائر العاصمة.
تبريرات الهزيمة
أما شوقي غريب المدرب العام للمنتخب فقال إن الفرصة مازالت قائمة وأنه بإمكان المنتخب تعويض نتيجتي زامبيا والجزائر في الفترة المقبلة.. وأنه في حالة الفشل فإن المنتخب وقتها لا يستحق التأهل للمونديال.. وقال إن المنتخب قدم عرضاً طيباً إلي حد كبير في الشوط الأول من المباراة وكان بإمكانه الفوز وتحقيق النتيجة المرجوة إذا استغل الفرص التي سنحت له.. ولكن تغير الحال تماماً في الشوط الثاني بسبب الهدف الأول والذي جاء من خطأ واضح.. وسعينا جاهدين إلي التعويض بسرعة ولكن فوجئنا بحالة من التراخي والسقوط للاعبين أشبه بالحالة التي يتعرض فيها الهواة وقليلو الخبرة للتأخر بهدف.
أضاف المدرب العام أن المنتخب تأثر بالفعل بحالات الإصابات التي تعرض لها بعض نجوم الفريق إلي جانب أعضاء الجهاز الفني للفريق وفي مقدمتهم حسن شحاتة المدير الفني.. كما أن الأحداث التي سبقت اللقاء كان لها التأثير السلبي الواضح علي اللاعبين ومنها الشحن الجماهيري والعصبية التي ظهرت والتي لمسها هو شخصياً منذ كان لاعباً بالمنتخب الوطني المصري.
قال غريب "الحمد لله إن أمامنا بطولة كأس القارات بما توفره من مباريات ومواجهات قوية وعنيفة تساعدنا في علاج الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون مؤخراً وتصحيح المسار من جديد".. وطلب المدرب العام من الجميع مساندة المنتخب في الفترة المقبلة والتأكيد علي أن جولة واحدة فقط تكفي لتغيير شكل المجموعة الثالثة من جديد والتأكيد علي فرص المنتخب الواردة جداً والتي لأمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال.
إدانة للاعبين
أما علي مستوي المسئولين في البعثة المصرية والمناقشات الجانبية التي تناولها مسئولو الاتحاد حازم الهواري ومحمود الشامي عضوا المجلس وصلاح حسني السكرتير العام فتناولت حقيقة تراجع أداء اللاعبين إلي حد كبير وتفريطهم في الفوز والحصول علي نقاط المباراة الثلاثة بسهولة في ظل الضغط الجماهيري الكبير الذي تعرض له لاعبو المنتخب الجزائري.. وأكدوا علي أن الفترة المقبلة تتطلب المزيد من التركيز والسعي الجاد وراء إصلاح العيوب وعلاج الأخطاء والثغرات بسرعة.
اتهم أعضاء الجالية المصرية اللاعبين المحترفين في المنتخب الوطني بالتقصير ونال عصام الحضري ومحمد زيدان القسط الأكبر من الاتهامات في ظل مستواهما المتواضع في المباراة.. ووجه البعض اتهامات أخري لباقي اللاعبين بالدلع وعدم تقدير المسئولية الضخمة الملقاة علي عاتقهم والهادفة إلي إسعاد الملايين من عشاق كرة القدم المصرية.
حزن في المقصورة
خيم الحزن علي أعضاء وقيادات مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد وحازم الهواري ومحمود الشامي عضو المجلس وأحمد شاكر أمين الصندوق السابق وصلاح حسني السكرتير العام.. وجلس الجميع علي مقاعدهم أكثر من ساعة بعد انتهاء اللقاء في حالة صمت تام.. وشرد زاهر بذهنه يفكر في خط سير المنتخب وكيفية تعديله والوصول به إلي الطريق الصحيح من جديد.. ولم يقطع حالة الصمت سوي تعليقات أعضاء السفارة المصرية في الجزائر وبعض كبار الشخصيات المصرية في العاصمة وتضمنت التأكيد علي سلامة موقف الاتحاد وعدم تأخره في توفير كل مقومات النجاح للمنتخب الوطني وجهاز الفني.. وأن الإصلاح لابد أن ينبع الآن من داخل الجهاز الفني واللاعبين لتعويض ما فات.
الكسكسي وبيانات التسمم
ساهمت أحداث الفندق قبل اللقاء في تشتيت أذهان اللاعبين إلي حد كبير بعد أن تضاربت الأنباء حول الإصابات بالتسمم والقئ أكثر من مرة وتناولت بيانات الجهاز الفني والطبي بيانات وأسماء مختلفة أدت إلي حالة من القلق والذعر داخل المنتخب.. وساهمت في التقليل من تركيز اللاعبين.. كما أن غالبية اللاعبين فتحوا خطوط وقنوات اتصال مباشرة مع ذويهم في مصر لتأكيد سلامتهم وعدم تعرضهم للإصابة مع مدربهم وزميلهم أحمد عبدالغني.